أكادير من جديد

Author: محمد أيت سدي امحمد 23 يوليو,2014 0 Comments

في أكادير اليوم، تذكرت أكادير العقد الماضي لما كنت أدرُس وأدَرس وأعمَل وأتعلم…هي عشر سنوات مضت كالبرق يوم الشتاء وكالبراق يوم الإسراء، لما جئت لأكادير في 2004 لمتابعة الدراسة خضت خلالها تجربة عصامية كان لزاما علي أن أجد ما أسدد به ضرائب البعد عن الأم وعن البلدة الأم، فعشت هناك غربتين، غربة تحِن فيها إلى خبز الأم وقهوتها ولمستها لما توقظ نومك كل صباح، وغربة تحِن فيها إلى رائحة تربة البلدة الأم ورونق طبيعتها وروعة غروب شمسها كل مساء.

أن تعيش تجربة الطالب والأستاذ في الوقت ذاته، لا يعرف حقها إلا من عاشها وهُم قلة – حسب ظني -، أقل منافعها أنك تفهم أستاذك لما تجلس أمامه وتفهم طالبك لما تقف أمامه… والمزج بين الفهمين يولد فهما ثالثا وهو إدراك العلاقة بين الدرس والمدرس والمتمدرس. فتُحضر الدرس وفقا لما يطلبه المتمدرس وتَحضر للدرس واعيا بما يطلبه المدرس.

قضيت هذه التجربة لخمس سنوات، كانت كافية لأرتبط ارتباط المقيم بالمقام، والدليل قيامي اليوم بهذه الزيارة ليس سائحا سياحة الوزارة الوصية بالقطاع بل سياحة تربية وتعليم… وكأن علاقتي بأكادير قُدر لها أن تحمل عنوان العلم والتعلم، وقد لا يكون الأمر بغريب فتلك هي عاصمة سوس العالمة […].